بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي في الله... وأخواني:
أحببت أن ألخص لكم موضوع الأناشيد ضوابط ومحاذير...
وأن أعدد لكم أنواع الأناشيد التي لا يجوز سماعها وأوضح كيفيتها...
والدافع الذي دفعني إلى هذا الفعل لكثرة إنتشار الأناشيد الخارجة عن الضوابط الإسلامية في زمننا...
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
وجزاكم الله جميعاً خير الجزاء لتقبلكم للنصح والإرشاد.
وأبدأ مستعينة بالله طالبة منه التوفيق والسداد والقبول...
انتشرت الأناشيد في وقتنا الحالي بكثرة، وكثر الإهتمام بها، حتى أصبحت عند البعض همهم الشاغل، وأصبح إهتمامهم بالألحان أكثر من الكلمات، ودخل فيها المحرمات، وانفتح عالم الأناشيد انفتاحاً بلا حدود، وصار من الأناشيد ما يحمل اسم (إسلامية) وهي خالية من الضوابط الإسلامية والله المستعان.
والنشيد في اللغة العربية هو:
رفع الصوت بالشعر مع التحسين والترقيق .
والأناشيد يجوز سماعها بضوابط (بشروط) هي:
أولاً: أن تكون مكونة من كلمات إسلامية.
ثانياً: أن لا يستخدم فيها المعازف وآلات الطرب الموسيقية.
ثالثاً: أن تخلو من الخلفيات الموسيقية.
رابعاً: أن تخلو من المؤثرات الصوتية.
والمؤثرات الصوتية: هي أصوات معازف وموسيقى لم تتكون من الآلات الموسيقية والمعازف، وإنما تكونت من جهاز (الكمبيوتر)، أو من حنجرة شخص مع المضخمات والآلات فتخرج كأصوات الموسيقى، كالضرب على المكروفانات ليخرج صوت كصوت الطبل. والعبرة بنتيجة الصوت وليس بالآلة أوبالطريقة.
خامساً: أن لا تحمل صوت دف مصلصل.
سادساً: أن لا تكون بأصوات نساء.
سابعاً: أن تكون خالية من الإيقاعات.
والإيقاعات: أصوات يتم اللعب بها عبر جهاز الكمبيوتر كالآهات و الخلفيات الصوتية للنشيد (السامبلر).
والإيقاعات البشرية:هي ماتكون من أصوات بشرية تدخل في أجهزة الهندسة و ترتب على وزن النشيدة وتستخدم بها بعض المؤثرات (الفلترز).
فتسمع أصوات بشرية فيها ميوع وتخنث وتنطيط وتطريب وتكسر وتموج في الأصوات وآهات وتأوهات (آآآآآآآه).
ثامناً: أن لا تكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن.
قال ابن القيم: الألحان لا تجتمع مع القرآن في النفس.
تاسعاً:أن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون. ولا يقترن بما يفعله أهل الغناء من هز الرؤوس والأيادي والتمايل والتصفير والتصفيق والضرب بالأرجل.
عاشراً: أن يكون الترجيع يسيراً بحيث لا يخرج عن الحداء.
حادي عشر: ألا تكون الكلمات مثيرة للقلب من الحب والخوف والرجاء والطلب والأنس والشوق والكره وتوابعها، ولا تتضمن كلمات فحش وغزل وكلمات أهل الغناء مثل: ياليل ياعين.
ثاني عشر:أن لا تتضمن انحرافات وكلمات صوفية، يقول العلماء: الحداء مباح والغناء محرم والسماع الصوفي بدعة.
ثالث عشر: أن لا تشتمل كلام محرم.
رابع عشر: عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خيرا له من أن يمتلئ شعراً).
خامس عشر:
لا تجوز مؤقتاً أناشيد بكلمات إسلامية مع دف،
لا يجوز سماعها إلا في الأعياد والأعراس للنساء فقط.
وأقدم لك نصيحة:
*لا تضع أخي نشيد بدف،
حتى ولو كان نشيد أفراح،
لأنك لا تعلم متى سيستخدم،
ومن الذي سيسمعه،
وأنت الذي ستحمل وزر
من أخطأ استعمالها،
فمن الأفضل اجتناب وضعها*.
الخاتمة:
ليس كل الأناشيد محرمة
وإنما من الممكن أن تكون أشعار تعرف الطفل على خالقه،
تذكر أثار والمخلوقات،
تثير في النفس الحمية للجهاد،
وتذكر بشجاعة الصحابة،
تحث على التحلي بمكارم الأخلاق التنزه عن الرذائل،
تحث على الزهد في الدنيا والعمل للآخرة،
تحث على الولاء والبراء،
تبعث في النفس شيئاً إيجابياً للمنافحة عن الأمة،
تحث على الأخوة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة *** فاغفر للأنصار والمهاجرة.
وقال علي رضي الله عنه في خيبر: أنا الذي سمتني أمي حيدره ** كليث غابات كريه المنظرة
اكيلهم بالسيف كيل السندره.
وآخر يقول:
أنا ابن الأكوع ** اليوم يوم الرضع.
وعامر يقول:
قد علمت خيبر أني عامر ** شاكي السلاح بطل مغامر.
وعبدالله بن رواحة يقول:
يانفس مالي أراك تكرهين الجنة ** أحلف بالله لتنزلن طائعة أو لتكرهن.
نقلت من محاضرة الشيخ المنجد الأناشيد ضوابط ومحاذير، وقد استعان الشيخ بأدلة من السنة، وبكلام ابن القيم رحمه الله في كتاب السماع عن الألحان، وبفتاوي الشيخ ابن باز والألباني رحمهما الله.
فجزاه الله خير الجزاء.
وأخيراً:
أذكركم بمراقبة الله وبأنكم محاسبين على وضع أي نشيد ومسؤولين عنه أمام الله سبحانه وتعالى.
فاتقوا الله وتجنبوا الحرام.
جنبكم الله الحرام ووفقكم لخير ما يحبه ويرضاه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ماينفعنا...
وينفعنا بما علمنا...
ويزيدنا علماً...
وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح...